نزوح جماعى وجوع وكوليرا.. أرقام تحكى مأساة السودان

0
123
#image_title

تتصاعد وتيرة القتال فى السودان، بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، لتتسع رقعتها وتشمل مدنا وأحياء كبري داخل السودان كأقليم دارفور وولاية الجزيرة، وتمتد إلى المدن التاريخية، ومعها يتدهور الوضع الإنسانى ويزداد سوءَا رغم الجهود الدولية.

وأشار أحدث تقريرللأمم المتحدة إلى أرقام تحكى مأساة الشعب السودانى خلال 10 أشهر من الاقتتال وتصاعد فى المواجهات بين طرفى النزاع، فقد حذر من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في السودان ووفق الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة في عام 2024، وفقًا للأمم المتحدة  فيما لايتجاوز حجم التمويل العالمي للأزمة 40% مما دعت إليه خطة الاستجابة الإنسانية (في نهاية عام 2023).

ووفق التقرير الدولي تواجه السودان أزمات متفاقمه ومركبة تسببت في خسائر في الأرواح، حيث تشهد نسب كبيرة من النزوح الجماعي، والجوع، والكوليرا، وكلها آخذة في الارتفاع وتحدث بمعدل ينذر بالخطر لافتا الي  “إن ما بين 70 و80 بالمائة من المستشفيات في المناطق المتضررة من النزاع لم تعد تعمل. وهذه الأزمة تتطلب المزيد من الاهتمام والتمويل”.

وأشار التقرير انه يوجد حالياً أكثر من 7.4 مليون سوداني نازح، داخل البلاد وخارجها. ويشمل ذلك ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص فروا من السودان منذ منتصف أبريل لافتا الي انه على الرغم من أن العديد منهم ما زالوا يواجهون خطر العنف ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. داخلياً، هناك ما يقرب من ستة ملايين نازح، مما يجعل السودان البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم.

 فيما يشهد السودان أيضًا أكبر نزوح للأطفال في العالم، حيث فر 3 ملايين طفل من العنف واسع النطاق. علاوة على ذلك، مع إغلاق 10,400 مدرسة في مناطق النزاع، ترك الصراع 19 مليون طفل دون الحصول على التعليم، وفقًا لتقرير صدر عام 2023.

وأودت الحرب فى السودان منذ اندلاعها، بأكثر من 13 ألف شخص، وفق منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد).

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين داخلياً فى السودان بلغ 6.055.749 شخصاً، بينما بلغ عدد الأفراد فى حركة مختلطة عبر حدود السودان مع دول الجوار 1.686.884 شخصاً.

وتشير تقارير إلى تفاقم أوضاع العالقين والقاطنين بأحياء العاصمة الخرطوم نتيجة تصاعد المعارك الدائرة بين الجانبين، وتعاني معظم هذه الأحياء من شح المواد الغذائية الاستهلاكية اليومية، فضلاً عن انقطاع خدمات المياه والكهرباء.

ميدانيا، وصلت المعارك، إلى جزيرة مروى ومدينة الأهرامات المدرجة على قائمة التراث العالمى، بحسب ما نقلت «فرانس برس» عن منظمة حقوقية محلية، محذّرة من خطر تضرر آثار مملكة «كوش» التى يزيد عمرها عن 2300 سنة.

وقالت «الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية»، إنها «تدين دخول قوات الدعم السريع للمرة الثانية لموقعى النقعة، والمصوّرات، الأثريين». ويقع الموقع الأثرى فى ولاية نهر النيل فى شمال البلاد. اذ يضمّان تماثيل، وآثاراً، ومزارات منذ الحقبة المروية (350 ق.م حتى 350 م)وأكدت المنظمة الحقوقية، نقلاً عن «مصادر موثوقة، وصور، وفيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعى، أن معركة حربية وقعت بين الجيش السودانى، والدعم السريع، ما يعرض هذه المواقع للتخريب، والدمار، والنهب والسرقة».

ووصلت الحلول السياسية لطريق مسدود بعدما قررت السلطات السودانية جميد عضويتها فى منظمة الإيجاد، وقالت وزارة الخارجية السودانية – فى بيان “إن رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن بعث برسالة خطية إلى رئيس جمهورية جيبوتى ورئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) إسماعيل عمر جيله، أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها فى المنظمة”.